”خطوط حمراء” شمال شرق سوريا: قسد ترفع سقف التحدي بوجه الجولاني وأردوغان

أحوال ميديا
في تصعيد لافت يعكس تمسك “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بمكاسبها الميدانية والسياسية، رسمت القيادية إلهام أحمد ملامح المرحلة المقبلة بسلسلة من المواقف “النارية”، موجهةً رسائل تحذيرية مزدوجة لكل من دمشق وأنقرة من مغبة “العبث” بأمن المنطقة أو اختبار قدرات قسد العسكرية.
النفط والسلاح: ثوابت لا تقبل التفاوض
لم يخلُ خطاب “أحمد” من نبرة السيادة المطلقة، حيث قطعت الطريق أمام أي طروحات تهدف إلى تذويب “قسد” داخل هيكلية الجيش السوري، معلنةً بصريح العبارة: “لا اندماج، وقرار المنطقة سيبقى بيد أهلها”.
هذا الموقف لم يتوقف عند الشق العسكري، بل امتد ليرسم ملامح “الاستقلال الاقتصادي” عبر تأكيدها أن النفط والسلاح هما ملك حصري للمنطقة، مما يضع أي مفاوضات مستقبلية مع الجولاني أمام شروط تعجيزية تتعلق بموارد الطاقة.
يبدو أن تحذير إلهام أحمد من “تجاوز الخطوط الحمراء” ووعيدها بـ “كلمة مفصلية”، يعكسان حالة من الاستنفار الشامل داخل وحدات “قسد”.
هذه التصريحات تأتي في توقيت حساس، وبعد اشتباكات حلب البارحة في حيان الشيخ مقصود والأشرفية البارحة مع عصابات الجولاني لتوحي بأن القوات الكردية وحلفاءها ليسوا في وارد تقديم تنازلات “مجانية” تحت ضغط التفاهمات الإقليمية (التركية – السورية)، بل هم مستعدون لتحويل “الجاهزية الكاملة” إلى رد ميداني مباشر في حال استشعار أي خطر يهدد وجودهم الإداري أو العسكري.
في الخاتمة
تضع إلهام أحمد الجميع أمام واقع جديد: قسد ليست مجرد فصيل عسكري قابل للاحتواء، بل هي كيان يمتلك أوراق قوة (النفط والسلاح) ولن يتردد في استخدامها.
رسالة “قسد” اليوم واضحة: أي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك في الشمال السوري وحلب ستواجه بردود أفعال قد تعيد خلط الأوراق الإقليمية بالكامل.



